يمضي الكثير من الأشخاص الساعات يومياً في مشاهدة الفيديوهات القصيرة التي يبثها الأشخاص عبر منصات التواصل الاجتماعي، لاسيما تطبيق “تيك توك” و “إنستغرام”، وإن ما يخفى على الكثير هو قدرة هذه الفيديوهات على التأثير على الجمهور وسلوكياته ومدى ارتباطه بالعلامات والمنتجات أو صناع المحتوى الذين يشتهرون من خلال هذه الوسيلة الإعلامية.
إن استخدام المقاطع العفوية، يزيد من مؤشر فضول المشاهد لمتابعة المقطع، والتأثر به.. لكن كيف نصنع مقطعاً عفوياً؟ لربما يتناقض مفهوم الصناعة مع العفوية، لكن ذلك بالطبع ممكن، إن تسجيل الأحداث العفوية قد يستلزم تحضيراً مسبقاً، وبحثاً مرئياً عن الأهداف التي ستلتقطها، كأن تسجل ردود أفعال الأطفال على سؤال مفاجئ من معلمهم.
لن يستغرق المشاهد أكثر من ثانية ليقرر إذا ما كان سيتابع المقطع كاملاً أو لا، احرص أن تكون الكلمات الأولى استفهامية، كأن يكون سؤالاً غامضاً “ماذا سيحدث لو انقطعت الكهرباء عن العالم 5 دقائق”، أو نتيجة مباشرة لنهاية المقطع، مثل أن تعرض فرحة فائز في جائزة ما، ثم تبدأ بقصته.
لم يعد مألوفاً اليوم أن تشاهد مقطع فيديو بدون خلفية موسيقية. تساعد الموسيقى مثلاً في وصف حالة المقطع، “فرح، عاطفي، حزين، تقني، تاريخي، وغير ذلك” إن الاستخدام الصحيح للمقاطع الموسيقية والتعليق الصوتي وتوظيفهما لملاءمة مقطع الفيديو يضفي علاقة من الانسجام الكامل الذي سيزيد من قدرة التأثير بالمشاهد وتحقيق التفاعل.
لا بد من وجود رابط استثنائي خاص بالمقاطع التي تقدمها سيذكر المشاهد بك عند مشاهدة أي مقطع، كمقطوعة صوتية معينة، أو كلمة توجهها للجمهور بشكل دائم، أو قالباً بصرياً مبتكراً، أو حتى وسيلة انتقال معينة بين المشاهد، وصولاً إلى طريقة التصوير.
لا يعني وجود الكثير من تقنيات الأنيميشن والعديد من رسومات الجرافيك أن الفيديو سيحقق نجاحاً صاخباً! تميل الفيديوهات القصيرة إلى المحتوى البسيط القريب من عين وعقل المشاهد وحياته اليومية.
نحن متفقون أن دقيقة واحدة لن تكفي لعرض وطرح جميع عناصر قصتك، لكن ماذا لو جعلت هذا المحتوى زخماً وقصصت كل الموضوع في دقيقة؟ إن طرح الأفكار بسلاسة وترتيب مع بداية ومتن وخاتمة، حتى لو لم تكتمل القصة في الدقيقة الأولى، سيجعل المشاهد يجول باحثاً عن تتمة القصة والموضوع.
كثير منا يتجاهل الأثر الكبير للوسوم (الهاشتاج)، إن استخدام الوسوم المتعلقة بموضوع قصتك سيجعلها أكثر انتشاراً، وأكثر وصولاً لجمهورك المهتم بما تقدمه.
احرص على أن تكون متميزاً، الملايين من الفيديوهات يتم رفعها يومياً على شبكة الإنترنت، لكن صاحب المحتوى الأكثر جذباً وإبداعاً سيحظى بمتابعين كُثر ومكانة مرموقة على هذه المنصات.