التوطين والترجمة: أيهما أفضل لتحسين محركات البحث؟
لقد ازدادت سبل ووسائل التواصل اليوم ليتحول العالم إلى قرية صغيرة قولاً وفعلاً، وقد شكّل هذا التطور التكنولوجي الهائل تحدياً كبيراً أمام الأعمال التجارية التي تتسابق للوصول إلى الأسواق الأخرى حول العالم وتوسيع قاعدة عملائها، مما خلق الحاجة الملحة لخدمات الترجمة والتوطين أو التعريب، وذلك لنقل المعلومات عن المنتجات والخدمات إلى الأسواق الأجنبية وما تضمّه من عملاء محتملين، لكن الترجمة وحدها لا تكفي لإعطائك الميزة التنافسية، إذ أن تصدر نتائج موقعك الإلكتروني على محركات البحث يلعب دوراً رئيسياً في جذب العملاء المحتملين وبالتالي زيادة أرباحك. فما الفرق بين الترجمة والتوطين، وأيّهما الأفضل لتحسين مرتبة موقعك الإلكتروني على محركات البحث؟
إذا أردنا تعريف الترجمة في مجال تحسين محركات البحث، فيمكننا القول بأنها عملية تحويل محتوى الإعلانات أو مواقع الإنترنت من لغة إلى أخرى بشكل مبسط، مما يساعد على زيادة وصول العملاء المحتملين لها. لكن أحياناً تكون الترجمة غير قادرة على سد الفجوة بين الاختلافات الثقافية والاجتماعية، وهنا يأتي دور التوطين الذي يعمل على مد الجسور بين الثقافات والعادات المختلفة لتخلق شعوراً من الألفة والثقة لدى العميل لأن التوطين لا يخاطب العميل بلغته فحسب، وإنما بثقافته وما تحويه من الرموز والفكاهة والصور والأعراف التي يتفرد بها كل مجتمع.. فعملية التوطين تجعل المحتوى متكيفاً ثقافياً ولغوياً مع شريحة العملاء المستهدفة.
لا يقتصر دور التوطين على جذب عدد أكبر من الزوار إلى موقعك فحسب، بل يشجعهم على التفاعل والاهتمام بالمحتوى وبالسلع والخدمات التي تقدمها، لأنه يراعي السياقات الثقافية والاجتماعية المتنوعة ومن ثم يجذب العملاء أياً كانت تفضيلاتهم.
سنتطرق فيما يلي إلى عدد من وسائل التوطين التي يمكن تطبيقها لتهيئة الموقع الإلكتروني على محركات البحث:
1. استخدام كلمات مفتاحية ذات جودة عالية تحاكي ثقافة ولغة المجتمع أو الدولة المستهدفة، فمن الضروري البحث عن الكلمات التي يرجح أن يستخدمها الناطقون باللغة الهدف، واستخدامها في إعداد المحتوى التسويقي، وكذلك عنوان الــ URL الخاص بالموقع. على سبيل المثال، إذا أردت التسويق لمجموعة من السترات الصوفية باللغة الإنجليزية في الولايات المتحدة الأمريكية، فإن استخدام كلمة (Jumper) في المحتوى لن يجلب عدداً كبيراً من الزائرين إلى موقعك، إذ أن هذه الكلمة أكثر شيوعاً في بريطانيا، أما في الولايات المتحدة فكلمة (Sweater) هي الأكثر شيوعاً، مما يجعلها الكلمة المناسبة في هذه الحالة.
2. الحصول على عدد أكبر من الروابط الخلفية (Backlinks) من مواقع الإنترنت المحلية والمعروفة ضمن نطاق المجتمع المستهدف، مما يعزز مصداقية الموقع بالنسبة للعملاء، ويحسن من تصنيفه على محركات البحث وظهوره في نتائج البحث المحلية.
3. إن توطين وتعديل بطاقة بياناتك على الملف التجاري على جوجل (Google My Business) يزيد احتمالية عثور العملاء على موقع الإنترنت الخاص بك، وبالتالي يعرفهم على منتجاتك أو خدماتك.
إن دور الترجمة لا يقل أهمية عن التوطين، فكلاهما في النهاية يصبّان في مصلحة تسويق المنتج وزيادة الوصول إلى العملاء المحتملين، لكن طبيعة المنتج والسوق والجمهور المستهدف هي العامل الحاسم في اختيار الاستراتيجية التي يفضّل اتباعها. ومع ذلك، فإن التوطين يُشعر العميل بقربك منه ويزيد ثقته بك لأنك تتكلم بلغته وتصبح أكثر تعمقاً في عاداته وثقافته. وفي بعض الحالات يكون دمج الاستراتيجيتين طريقة فعالة، خاصةً إذا كانت منتجاتك أو خدماتك تستهدف عدة أسواق وعملاء في مناطق مختلفة في الوقت ذاته.
إذا أردت التعرف على الاستراتيجية الأفضل للوصول بأنشطتك التجارية إلى أسواق جديدة، يمكنك التواصل معنا في سفن جي ميديا للاستشارات وسوف يزودك فريقنا المتخصص من المترجمين والخبراء اللغويين بالنصائح والإرشادات التي تساعدك على تنمية أعمالك وتحقيق الأرباح المستهدفة، إذ يمتلك فريقنا خبرة واسعة ومعرفة متعمقة بسوق العمل واستراتيجيات التسويق المختلفة التي تلبي متطلباتك وتحقق أهدافك.