ماذا ستستفيد دولة الإمارات من الارتقاء بمعايير وأساليب تدريس اللغة العربية للأجانب
اللغة العربية أهم مكونات الهوية الوطنية ويجب تعليمها لأولادنا من الصغر للحفاظ على تراث وثقافة دولة الإمارات والأمة العربية، ويقول بيتر هيلير في مقاله الذي نشر في صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية، إنه يجب إعطاء الأولوية في المدارس الحكومية والخاصة لتدريس الهوية الوطنية لدولة لإمارات العربية المتحدة والثقافة والموروث المحلي، وهنا تبرز أيضاً أهمية تدريس اللغة العربية باعتبارها من أهم مكونات الهوية الوطنية وبالتالي لا بد من إيجاد أفضل الأساليب والمناهج التدريسية لتدريس اللغة العربية وتراث وثقافة دولة الإمارات وتاريخها لأطفال المدارس. وتبرز أهمية تدريس تاريخ البلاد للأطفال الوافدين أيضاً، خصوصاً إذا كانوا سيمكثون في البلاد فترة طويلة، الأمر الذي سيعزز من انتمائهم للدولة المضيفة.
ويوضح هيلير الأهمية الكبرى لتشجيع تدريس اللغة العربية، جنباً إلى جنب مع ثقافة دولة الإمارات العربية المتحدة
وتاريخها، خاصة أن استخدام اللغة العربية يمر بمرحلة تراجع على المستوى العالمي، حتى أن الأطفال الذين يفترض أن يتحدثونها لا يتقنونها بشكل كافٍ، فيما يستخدمها الأطفال العرب الوافدين أو الأجانب بشكل محدود أو لا يستخدمونها على الإطلاق. ومع أن حصص تدريس اللغة العربية إلزامية في مدارس الإمارات العربية المتحدة، فإن الكثير من الأطفال الحاضرين لتلك الحصص لا يعتبرونها فرصة جيدة لتعلم لغة جديدة مفيدة، بل يرون أن تعلم اللغة العربية هي أمر واجب يجب عليهم تحمله.
ويشير هيلير إلى أن ما يهم بعض آباء الأطفال الأجانب المقيمين في الإمارات هو استفادة أطفالهم من دروس اللغة العربية لجني بعض المعرفة باللغة والثقافة قبل تركهم البلاد، إلى جانب تعلم العبارات الأساسية اللازمة لاستخدامها في الحياة اليومية هنا. ومع ذلك، يفضل بعض الآباء المتحدثين بالإنجليزية أن يتعلم أطفالهم لغة أوروبية أخرى بدلاً من اللغة العربية.
إلا أنه يمكن إرجاع السبب في انخفاض جاذبية استخدام اللغة العربية إلى طريقة تدريسها في المدارس، ولكي تصبح اللغة العربية لغة مستخدمة عالمياً، يجب تدريسها للأطفال في سن مبكرة وبطريقة مبدعة، وتشجيعهم بجدية على استخدامها في الحياة اليومية.